الجمعة، 8 مارس 2013

بحث علمي متقدم حول القوة الخارقه لدى الانسان




هناك ظاهرة مشابهة للحقيقة السابقة كشفها الأطباء مؤخراً و تتجلى بقدرة المريض الخاضع للتخدير التام على إدراك كل ما يجري له في غرفة العمليات و يتجاوب لها بشكل لاإرادي ؟.. و لهذا السبب ، أصبحوا يوصون الأطباء أن لا يتحدثوا بشكل سلبي عن حالة المريض في حضوره ، حتى لو كان مخدراً !.. و قد سجلت حوادث كثيرة تتناول أشخاصاً علموا بكل ما جرى حولهم أثناء نومهم العادي .
و هذا يفسّر أيضاً قدرة النباتات المجرّدة من الأدمغة و الحواس التقليدية المعروفة ، على إدراك كل ما يجري من حولها . و كذلك الحال مع الخلايا و الكائنات الأخرى المجرّدة من الأدمغة و الأجهزة الحسية التقليدية .
وبما أن هذا الكيان البلازمي يستطيع ، خلال خروجه عن الجسد ، أن يحتفظ بحالة وعي كاملة ، و ذاكرة ، و قوى عقلية أخرى ، و يستطيع أن يقرر و يتصرف على أساس قراره ، إذاً ، نستنتج أن شخصية صاحب الجسد موجودة في هذا الكيان البلازمي أيضاً ، أي أن كل القوى العقلية التي نعرفها ، بالإضافة إلى الإرادة ، و الإدراك ، و القدرة على اتخاذ القرار ، هي عناصر تدخل في تركيبة هذا الكيان بشكل صميمي و لا تنتج من الدماغ ( كما يدعي العلم المنهجي ) .
و يمكن أن يحصل خطأ بايولوجي لازال تفسيره مجهولاً ، فتظهر عند الشخص فجأة شخصية أخرى ذات عقلية و تصرّف و سلوك مختلف تماماً عن شخصيته ، حتى أنه يتكلّم أحياناً بلغة غريبة عن لغته . و هذا ما أثبتته ظاهرة تعدد الشخصيات ، و التي درسها علماء النفس و عرّفوها على أنها عبارة عن مرض انفصام الشخصية .. لكن تعريفهم لم يكن صحيحاً .. 
نستنتج بعد هذا كله أن الدماغ ليس مصدر العقل . و الذي يدعم هذه الفكرة هو حقيقة أن النباتات عاقلة ، و كذلك الكائنات الحية الأخرى التي لا يوجد لها دماغ ، لكنها تتشابه مع الإنسان ( و الحيوانات ) بميزة واحدة فقط ، جميعها محاطة بحقل بلازمي خاص بها .
و تبيّن من خلال الأبحاث المتعددة التي أجريت حول مجال الطاقة الإنساني أو البايوبلازما ، أن أفكارنا و تعبيراتنا العاطفية و الوجدانية المختلفة تعتبر طاقة بحد ذاتها ، تنبثق منا بشكل لاشعوري ، على شكل موجات بلازمية مختلفة الأشكال و الأنواع . و يتم استقبالها من قبل الذين نوجه انتباهنا إليهم أو نستهدفهم في تفكيرنا ، و يتفاعلوا معها و يتجاوبوا لها بشكل لا شعوري (أي يتم إدراكها تحت مستوى الوعي ) . و أحياناً تتسرّب هذه المعلومات من مستوى اللاعوي إلى مستوى الوعي فتتجسّد ظاهرة التخاطر .
أما المسافة التي يمكن لهذه الموجات الطاقية أن تجتازها ، فليس لها حدود . و يبدو أن المدة الزمنية هي لحظية ، أي أسرع من الضوء ، فلا تخضع بالتالي للقوانين الفيزيائية التقليدية .
إننا نستقبل و نرسل الموجات الفكرية و العاطفية و نتفاعل معها دون شعور منا بذلك 
و قد كشفت الدراسات أننا إذا قمنا بالتفكير بشيء معيّن ( نبتة صغيرة مثلاً أو كتاب ) تتوهّج الهالة المحيطة بالنبتة ( لأنها كائن حيى ) . أما الكتاب فسوف تتشكّل حوله هالة بلازمية وقتية ثم تتلاشى تدريجياً ( لأنه كائن جامد ) ، أما المسافة الفاصلة لهذا التأثير فليس لها حدود . 
إن عملية توجيه الإنتباه نحو أحد الأشياء هو عبارة عن إطلاق طاقة بلازمية تجاه ذلك الشيء .
ليس من الضرورة أن يكون ذلك الشيء المستهدف حاضراً في نفس المكان . 
فمجرّد التفكير بذلك الشيء يعمل على التأثير به مباشرة 
أما المسافة التي تحد من هذا التأثير فليس لها حدود .
أول ما يتبادر إلى الأذهان هو السؤال : كيف يستطيع الكائن الحي أن يتواصل مع الشيء الذي يستهدفه فكرياً ، أو يؤثر به ، مهما كانت المسافة الفاصلة ، رغم جهله التام عن مكان وجوده ؟!.
الجواب على هذا السؤال لازال من أحد ألغاز الوجود الغامضة ، لكن يبدو أن عالما الفيزياء كارل بريبرام و ديفيد بوهم اقتربا من هذه الحقيقة في نظريتهما المعروفة بالنظرية الهولوغرافية . و تقول أن الكون هو عبارة عن هولوغرام . مجسم متعدد الأبعاد .
يقول مفهوم "الهولوغرام" أن كل جزء ، مهما كان صغيراً ، هو تمثيل متطابق للكلّ ، و يمكن استخدام هذا الجزء لإعادة بناء الكلّ . 
أي أن : " الدماغ يجسّد صورة أو مجسّم متعدد الأبعاد مطابق تماماً لمجسّم الكون ". أي أن الكون بكامله يتجسد في داخل أدمغتنا . و أي شيء نفكر به أو نبحث عنه أو نستهدفه هو موجود في أدمغتنا و موقعه قد حدّد سلفاً .
إن الكون هو عبارة عن شبكة إنترنت عظيمة ، و الكائنات الحية تدخل في تركيبته بشكل صميمي ، مما يجعلها على تواصل دائم معه و بالتالي مع كل شيء في الوجود .
العقل الكوني
تبين أن إلى جانب الحقل البلازمي الذي يحيط بجسم الإنسان ( و الكائنات الأخرى ) ، هناك حقل آخر موجود في كل مكان ، مجال بلازمي عملاق يملأ الوجود . و بما أن مادته قابلة لتخزين المعلومات ( كما رأينا ) ، فهو بالتالي يختزن كل المعلومات المتعلّقة بالوجود ، يختزن في طياته ذاكرة عظيمة ، تحتوي على كل حدث أو موقف أو معلومة أو غيرها تمت أو حصلت منذ انبثاق الوجود و التي سوف تحصل على مدى الزمن إلى نهاية الوجود . هذا الحقل المعلوماتي الخفي لازال غامضاً على العلم الحديث الذي عجزت وسائله المتطورة من استكشافه أو إثبات وجوده . و الجهاز الوحيد الذي استطاع التواصل معه هو الكائن الحي . تنبه له القدماء و أشاروا إليه بأسماء كثيرة ، كعالم الغيب ، أو سجل أكاشا . 
الأورورا .. الهالة المحيطة بالكرة الارضية 
و ها نحن الآن بدأنا نسمع مصطلحات جديدة تشير إليه بالحقل المورفوجيني ، أو الوعي الكوني ، أو المجال الأثيري ، أو غيرها من مصطلحات 
عصرية أخرى . إذاً ، فبالإظافة إلى الحقل البلازمي الخاص الذي يحيط بأجسادنا ، نحن أيضاً محاطين بحقل معلوماتي عظيم ، مجال بلازمي 
عملاق يملأ الوجود .
و لكي نتقرّب أكثر لفهم هذه الفكرة ، سوف نوصف طريقة عمل هذا الحقل ألمعلوماتي على سكان جزيرتين تفصل بينها مساحات واسعة تبلغ ألاف الكيلومترات حيث لا يمكن التواصل في ما بينها بأي وسيلة من الوسائل ، و سكان كل جزيرة يجهلون أصلاً بوجود جزيرة أخرى غير جزيرتهم . لكن عندما يبتكر سكان الجزيرة الأولى أفكار جديدة و تصبح مألوفة في حياتهم اليومية . نلاحظ بعد فترة من الزمن أن هذه الأفكار قد ظهرت عند سكان الجزيرة الثانية و أصبحت مألوفة أيضاً . و بعد أن يعمل سكان الجزيرة الثانية على التعامل مع تلك الأفكار و من ثم تطويرها و إجراء بعض التعديلات فيها ، نجد أن هذه التعديلات قد ظهرت تلقائياً عند سكان الجزيرة الأولى .
الأفكار و التجارب و الانطباعات المختلفة التي تنبثق من الكائن الحي لا تفنى و لا تزول ، بل تأخذ لنفسها حيزاً مكانياً في الحقل المعلوماتي الكوني و تتراكم و تزداد كلما زادت الخبرات و التجارب الجديدة التي تخص تلك الأفكار .
هذه العملية ليس لها علاقة بالتخاطر أو الانتقال المباشر للأفكار . لأنه يمكن للفكرة الجديدة التي تألفها مجموعة بشرية معيّنة أن تبقى سنوات عديدة قبل ظهورها بين مجموعة بشرية أخرى . لقد اكتشف الباحثون مظاهر كثيرة متشابهة تجلت بين القبائل و الحضارات المنتشرة حول العالم ، جميعها تشير إلى وجود هذه الظاهرة . فوجدوا مثلاً أن القبائل التي تعيش على ضفاف الأمازون في أمريكا الجنوبية تتشابه في طريقة حياتها مع القبائل الموجودة في أفريقيا و أسيا الجنوبية الشرقية التي تعيش على ضفاف الأنهار . فجميع هؤلاء يستخدمون الأدوات ذاتها و كذلك عاداتهم و تقاليدهم التي لا تختلف كثيراً . أما الحضارات القديمة التي انتشرت حول العالم ، فقد تشابهت جميعاً في طريقة البناء و تشييد الهياكل و كذلك الأساطير و الآلهة تكاد تكون متشابهة . رغم تلك الحواجز الطبيعية و المسافات الهائلة الفاصلة فيما بينها .
إن عدم إدراكنا لهذا الكيان ألمعلوماتي لا يعني انه غير موجود . رغم أن تأثيره واضحاً علينا ، حيث يتم ذلك في مستوى آخر من الوعي أو اللاوعي كما هو معروف . و الإنسان العادي هو محجوب عن هذا المحيط ألمعلوماتي العظيم بسبب مستوى الوعي الذي هو فيه ، و لأنه يتمتع بالقدرة على توجيه انتباهه نحو شيء واحد محدد ، مما يسهل عليه عملية الإدراك .
و لولا تمتعه بهذه الحالة من الوعي التي تفصله عن ذلك المحيط ألمعلوماتي العظيم لتضاربت المعلومات في ذهنه بكثافة و أصبح مجنوناً ، يعلم بكل شيء في الوجود بنفس اللحظة !.
( كأنك تستمع إلى جميع المحطات الإذاعية من راديو واحد ، و بنفس الوقت ) . فلهذا السبب ، تعتبر حالة الوعي التي نتمتع بها نعمة كبيرة لصالحنا . لكن هذا لا يعني عدم وجود حالة وعي أخرى تتواصل مع عالم آخر .
لكن للأسف الشديد ، لقد انقطعنا عن هذا المجال العقلي الذي عرفه أسلافنا الأوائل ، و تعوّدنا عبر العصور على توجيه انتباهنا فقط نحو الأمور الدنيوية الملموسة ، و نسينا مع مرور الوقت وجود عالم أخر يكمن وراء هذا العالم المادي المحيط بنا. 
فبالإضافة إلى السلطات الاجتماعية و العلمية المختلفة التي حرمّت التعامل مع هذا العالم الخفي ، و تجاهلته تماماً ، لأسباب كثيرة ، وجدنا أنفسنا نسلك طريقة حياة مختلفة تتناقض مفاهيمها تماما مع هذا العالم الخفي الغير ملموس . فأصبحنا لا نصدّق إلا بكل ما هو ملموس . 
فتحوّلت بالتالي هذه النعمة إلى لعنة ! لأننا نسينا مع الوقت ذلك العالم الذي يكمن مباشرة وراء عالمنا الفيزيائي الصلب ، و الذي يمكن إدراكه بواسطة مستوى آخر من الوعي .و راحت البشرية بعدها تبنى حضارة دنيوية تعتمد على ما تلمسه و تدركه من خلال حالة الوعي الوحيدة التي نشأت على معرفتها . أما العالم الأخر الذي يمكن إدراكه بواسطة حالة وعي أخرى ، فقد تجاهلوه تماماً . 
إذاً ، لقد تجاهل الإنسان وجود عالم خارج عن عالمه المادي الملموس . و صل لدرجة أنه لم يعد يصدّق بوجوده أساساً . و لهذا السبب بالذات ، نرى أن العلماء لازالوا يتخبطون في تفسير ظواهر عقلية كثيرة خلفت لديهم تساؤلات لا يمكن الإجابة عليها بالاعتماد على مفاهيمهم العلمية التقليدية ، مهما بلغته من مستوى متقدم . ... فلازالوا يتساءلون حول ظواهر كثيرة تخص موضوع العقل .. ما هو الإبداع مثلاً ؟.. أين توجد الذاكرة ؟.. ما هو مصدر الحدس و الإلهام ؟.. من أين تأتي الأفكار الخلاّقة الجديدة ؟. أو الحلول المناسبة لمسائل مستعصية يصعب حلها بسهولة ؟.. كيف تعرّف البروفيسور "هيلبركت " على الحل المناسب للرموز الآشورية التي كان يدرسها ؟.. من أين استلهم الموسيقار تارتيني سيمفونيته الرائعة التي جاءته في الحلم ؟.. 
أمثلة كثيرة ، تكاد تكون حوادث يومية ، تشير إلى وجود كيان عقلي عظيم خارج عن تناول الإنسان و إرادته .
اقترب فرويد في أبحاثه من هذا الكيان العقلي الغامض ، و توصل إلى مفهوم اللاوعي ، لكنه لم يقترب أكثر من ذلك .. تناول كارل جونغ هذا الموضوع باهتمام كبير ، و وجد مفهوم اللاوعي الجماعي ، أو الوعي الخارق . و علماء نفس كثيرون ، مثل ويليام جيمس ، فريدريك مايرز ، و وليام مكدوغل و غيرهم . 
و قد التمس هذا الكيان العقلي الكوني رجال علم من فروع أخرى و تناولوه في ابحاثهم . كعلماء البايولوجيا مثل روبرت شيلدريك ، و جيمز لوفلوك و غيرهم . و فيزيائيين مثل ، بول ديراك" و "أندريه ساخاروف" و " لوي دي بروغيل" و "ديفيد بوهم"